سر أبو الهول....الجزء الرابع

كيف أستطاع المصريون القدماء قبل 5000 عام من البدء فى مشروع بناء بهذا الحجم وهذه الدقة ؟؟؟

البناء الحجرى دانى روى خبير فى ترميم المبانى المصرية القديمة يقول : أنهم أستخدموا المدق الخشبى ،وأستخدوا أزميل من النحاس ،وهذه الأدوات كافية لنحت حجر جيرى صغير الحجم ، فبوسائل السقالة البسيطة والأدوات البدائية شرع المصريون القدماء بهذا المشروع الطموح ، حتى فى يومنا هذا وبمساعدة الأدوات الحديثة فنحت تمثال صغير يتطلب جهداً كبيراً ، فلابد ان نحته فى ذلك الوقت كان أشبه بملحمة.
ولابد أنهم أحتاجوا قاطعات للحجر ،وبناءين بالحجر ،وحدادين ونجارين لصنع العدة الخشبية ،فكانت تلك مهارات جديدة لم تجرب من قبل ولا مجال للخطأ فقد بلغ وقتها بلوغ الحرص على التقاطيع المناسبة وتشابه الوجه فلا يزال أبو الهول محافظ على مظهره وتفاصيله حتى هذا اليوم.
لكن عندما تم تقيمه فى بداية الأمر كان له مستوى أخر من الزخرفة

فبأمكاننا رؤية آثار اللون الباقية على الوجه ونعرف من هنا أن الوجه كان ملوناً ،فأجزاء الجلد من أبى الهول لونت باللون الاحمر ، واللون الأحمر كان تمثيل للون جلد الذكور ،أما جلد الأناث فقد كان أصفر ،وهذا يدل على ان أبو الهول يمثل رجلاً وليس أمرأة .

 الجولوجى كولن ريدر: يعتقد ان مسألة أصول أبو الهول يمكن النظر أليها بنظرة مختلفة وقد وجد الدليل الذى يظهر نظرية بديلة أخرى

ولفهمها علينا أن ننظر إلى الجدران المحيطة بأبو الهول ،فهذه الجدران المحيطة صنعها البناءون ولكن منذ أنشائها وهى عرضة لعوامل التعرية الشديدة ،فعوامل التعرية أعطتها الشكل المجوف ،والسبب هو الجدران الخلفية لأبو الهول.

فتأثير التجويف حدث بعد العواصف المطرية الشديدة وتدفق المياه فوق سهل الجيزة التى صبت فى محيط التمثال.

 فيعتقد كولن ريدر أن فيضان المياه تغير حتى بنى خوفو هرمه ، فخلف أبو الهول حوض كبير ملئ بالرمال الآن فقد كان ملىء بالحجارة وقتها (هذه الحجارة التى أستخدمها خوفو فى بناء هرمه)

 فبعد بناء هرم خوفو أصبحت تتجمع كل المياه المتدفقة فى هذا الحوض بدل ما تفرغ فى محيط أبو الهول.
وهذا يعنى شىء واحد فقط لابد أن أبو الهول كان موجود بالجيزة قبل بناء الهرم الأول.

 أذا كان كولن ريدر على حق إلى أى مدى سنذهب فى التاريخ قبل بناء الأهرام ؟؟؟ 
بدء البناء بالحجر فى فترة الأسرة الحاكمة الأولى تقريباً للحضارة المصرية أى قبل 400 عام من بناء أهرامات الجيزة وهذا يعطى كولن أطارا زمنيا.
ويعتقد معظم علماء الآثار أن الجيزة لم تكن سوى مجرد صحراء إلا أن بنيت الأهرامات فيها ،فلا يمكن أن أبو الهول كان موجوداً وحده فى عزلة ،لهذا بحث كولن فى مئات من أماكن الدفن الصغيرة التى تحيط بالأهرام ،أنه يبحث عن قبور خلال فترة الأسرة الحاكمة الأولى.

لاحظ كولن ريدر شيئاً كان مهملاً ، قبراً كان مهملاً فى الجيزة ، يبدو أن هذا القبر له هيئة تجعله أقدم من الأهرام ،أنه يشبه قصراً غارقاً ،حين جاءوا بناءوا الأهرام أعادوا أستخدامه وعدلوا فيه ، ونتيجة لهذه التعديلات محت العمر الحقيقى للقبر.

والأمر نفسه ينطبق على أبو الهول ، هل كان موجود مسبقاً وبناه شخصاً أخر حيث أخذه واحد من الفراعنة البناءين للأهرام وغير فى شكله.

 ويقترح كولن ريدر نظرية أخرى يؤمن أنها قد تحل لغز أبو الهول ، أنه يعتقد أن أبو الهول بدء حياته كأسد.

فكان للأسد اهمية خاصة فى قلوب المصريين القدماء.

فيعتقد ان فى سنة 3000 ق.م كان سهل الجيزة غابة سافانا وعاشت الأسود هناك.

وكانوا المصريون القدماء هم الأوائل الذين أظهروا الملك كالأسد ،فمثلا كان هناك الملك الأسد.

وأذا نظرنا إلى لوح من حج الأردواز قبل ظهور الأسر الحاكمة ويسمى لوح ساحة الوغى ،فهو يظهر العديد من الأشخاص وهم فى صراع وفى منتصف المعركة هناك أسد هائج وهو بالتأكيد يمثل ملكاً سابقاً.

ويعتقد كولن أن خوفو أختار سهل الجيزة كموقع لهرمه لأن تمثال الأسد كان موجوداً مسبقاً ،وحين جاء جدف رع أبن خوفو ربما هو الذى نحت رأس الأسد مرة اخرى كى يشبه رأس والده المتوفى المهاب.

والنتيجة هذا الوجه الذى نعرفه اليوم

فى فترة ما أعتقد علماء الآثار المصرية أن عمر التمثال وهويته واضحة من دون شك أما الآن فهناك طرق عديدة لحل ألغاز أبو الهول ،فيعتقد البعض أن خوفو هو الذى بناه ،وآخرون يقولون أنه أبنه ،والبعض الآخر يقول أن التمثال كان قائماً قبل قدوم الأتنين ،ربما مع مرور الوقت تكشف لنا الأدلة والنظريات الجديدة عن أسماء جديدة ،وقد يكون الدليل الأخير موجود فى مكان ما يشرح لنا كل شىء عن هذا التمثال الأستثنائى ،فلغز أبو الهول لن يتوقف أبدا وسيستمر طالما صورة التمثال قائمة.

سر أبو الهول....الجزء الأول

سر أبو الهول....الجزء الثانى

سر أبو الهول....الجزء الثالث