سر أبو الهول....الجزء الثالث

وتصف النظرية التى سردها جورج ريزنر أن جدف رع أنتقل مخزياً إلى الجيزة ولم يتم أكمال هذا الهرم لان أخاه الأصغر خفرع قتله ثأراً وأستولى خفرع على العرش، ولكن عند الفحص الدقيق يفشل هذا القسم من نظرية جورج ريزنر فكلاً من والد جدف رع الفرعون خوفو وجده الفرعون سنفرو أختاروا مواقع جديدة لبناء هرمهما ،لهذا لا يمكن القول أن جدف رع كان يفعل أمر غير عادى حين أنتقل بعيدا عن الجيزة ليبنى هرمه.

وفسر عالم الآثار بيتر براند أن من المنطقى أن ينتقل جدف رع بعيدا عن هرم والده لأنه أدرك أنه لا يقدر على بناء هرماً كبير كخوفو ولهذا أختار موقعا جديدا لأنه بعيدا عن أهرام والده وفى سهل مرتفع وبهذا سيبدو هرمه كما لو كان يبلغ السماء وأعلى من هرم والده.

فيقع هرم جدف رع على مرتفع طبيعى يطل على سهل الجيزة ولابد أنه كان مرئيا من أميال بعيدة، فالتنقيبات الحديثة كشفت بأن الهرم ربما كان مكتملا فى الماضى وجوانبه كانت أكثر حدة وانحداراً من جوانب الهرم الأكبر وقد غلف بالجرانيت الذهبى الراقى وحجر الجير الأبيض وموقعه يعنى أن رأسه أعلى من رأس الهرم الأكبر.

وهناك أكتشاف مذهلا يقترح أن جدف رع مبتعد كل البعد عن إدارة ظهره لعائلته وأبقى على ذكرى والده ،والأكتشاف هو

قارب خوفو الشمسى وعثر عليه صدفة عام 1940 وكان مفكك جنوب هرم خوفو الأكبر ، وتم جمعه وترميمه إلى الحالة التى دفن فيها كجزء من شعائر جنازة خوفو فهذا القارب كان هدية لخوفو والغرض من ذلك حمله إلى العالم السفلى ( عالم الآخرة ).

نزل دكتور زاهى حواس إلى التجويف الذى دفن فيه هذا القارب ، القارب كان عبارة عن 1224 قطعة أسفل 41 شريحة من الحجر الجيرى

وبعد جمع كل هذه الأغراض عثر العلماء على ضالتهم فأهم شىء عثر عليه فى هذا التجويف هو 18 أطار زخرف عليها أسم جدف رع.
فأكتشاف هذه الأطارات الزخرفية فى هذا التجويف يظهر ان جدف رع كان المشرف على وضع القارب فى هذا التجويف لأجل والده ،هذا هو الأثبات بأن جدف رع كان يشارك بحب فى جنازة والده فى الجيزة.
فوضع هذه القوارب مخفية أسفل الجدار المحيط بقبر خوفو يظهر أن جدف رع أراد مساعدة والده فى حياته بعد الموت.
فمن الواضح أن لجدف رع قوة عاملة تحت تصرفه قادرة على تولى وظائف البناء المعقدة ، وهذا يقودنا إلى التفكير أنه كان يملك على الأقل الوسائل اللازمة لبناء أبى الهول.

فهناك حكاية سردها مصريون من بعد حكم خوفو ،وتقول أن خوفو يملك سمعة غير حسنة ،فأنه سمع عن ساحر قادراً على ممارسات عجيبة،فذهل الساحر خوفو بمجموعة من عمليات بتر الأطراف.
فمثلا فى إحدى القصص يقطع الساحر تمساحاً ثم يعيد جمعه من الذيل حتى الرأس فيزحف التمساح فى أرجاء المكان.
فيقول له خوفو:يا للروعة هذا جميل،لدينا سجين لماذا لا نأتى به إلى هنا ونقطعه أربا ثم نجمع أشلائه معا بالطريقة ذاتها
فيزمجر الساحر فى وجه الملك ويقول له: نحن لا نعامل البشر بنفس الطريقة هذه ،ومن هنا جزور التشهير بسمعة خوفو وذكراه بعد وفاته ،وينظر إليه على أنه مستبد ومروع وبالغ السوء أى انه مستبد بكل ما تعنيه الكلمة من سوء.

ليس هذا فقط فعبر بناءه لأكبر هرم فى العالم وضع شعبه تحت أجهاد ثقيل ،إن هذا الجهد يقع فى الميراث الذى تركه خوفو لأبنه ،فقد تطلب بناءه أكثر من خمس ملايين طن من الصخر ،وعقود من العمل ليكتمل البناء.

هرم خوفو من الداخل

فكله من الداخل مبنى من الجرانيت والكتل العلوية الضخمة كل واحدة منها تزن 16 طن ،ومن المعروف أنهم جلبوا الجرانيت من أسوان والتى تبعد حوالى 965 كيلو متر جنوب الأهرام ،فقد جلبت عبر النيل على متن قوارب كبيرة ، فما طلبه خوفو ثم حصل عليه لم يكن له سابقة سواء بالحجم أو التكلفة.

فمصر كلها دفعت كأمة ثمن بناء الأهرام

فبناء الأهرام وضع أستنزاف أقتصادى مهولاً على أقتصاد البلاد ،وهناك بعض الناس الذين يخمنون فى هذا السياق أن الأهرام أفلست دولة مصر بالكامل بسبب المحاولة والجهد الضرورين لأنشائها.

أستنبط باسل دوبريف نظرية خاصة وهى : أن جدف رع أراد الدعم من شعبه لكى يبنوا الهرم الخاص به بأبو رواش ، فنحت جدف رع هذا التمثال لوالده فهو يمثل صورة خوفو وهو ينبعث من جديد ،فكان أبو الهول موجوداً ليبعث فى الناس صورة خوفو القوى.
فقد قام الشعب ببناء هرم جدف رع خوفاً ،فالخوف جاء من صورة أبى الهول وهو ينبعث من جديد ليراقب شعبه ، لهذا أطلق عليه الناس على هذا التمثال أبو الهول لأنه يمثل رعباً مهولاً لهم .
فيعتقد دوبريف أن جدف رع لم يقصد ببناء أبو الهول تبجيل والده بل ليكون بمثابة التهديد ، فالقبضة التى ضيق بها خوفو الخناق على شعبه كانت قوية حتى بعد وفاته ، لهذا السبب أمر جدف رع أن يشبه هذا التمثال والده ،فهو التمثال الأكبر ولم يسبق طموح بناءه أى طموح ، ولم يبنى مثيله.
لم يكن لهذا التمثال سابقة ولم يصنع مثله أبدا إلا حين تم نحت صور رؤساء أمريكا الأربعة على جبل رشمور