آدَمُ
أَبُو البَشَرِ، خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسجَدَ لَهُ المَلَائِكَةَ وَعَلَّمَهُ الأَسمَاءَ وَخَلَقَ لَهُ زَوجَتَهُ وَأَسكَنَهُمَا الجَنَّةَ وَأَنذَرَهُمَا أَن لَا يَقرَبَا شَجَرَةً مُعَيَّنَةً وَلَكِنَّ الشَّيطَانَ وَسوَسَ لَهُمَا فَأَكَلَا مِنهَا فَأَنزَلَهُمَا اللَّهُ إِلَى الأَرضِ وَمَكَّنَ لَهُمَا سُبُلَ العَيشِ بِهَا وَطَالَبَهُمَا بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحدَهُ وَحَضِّ النَّاسِ عَلَى ذَلِكَ، وَجَعَلَهُ خَلِيفَتَهُ فِي الأَرضِ، وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى أَبنَائِهِ وَهُوَ أَوَّلُ الأَنبِيَاءِ.
أَبُو البَشَرِ، خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسجَدَ لَهُ المَلَائِكَةَ وَعَلَّمَهُ الأَسمَاءَ وَخَلَقَ لَهُ زَوجَتَهُ وَأَسكَنَهُمَا الجَنَّةَ وَأَنذَرَهُمَا أَن لَا يَقرَبَا شَجَرَةً مُعَيَّنَةً وَلَكِنَّ الشَّيطَانَ وَسوَسَ لَهُمَا فَأَكَلَا مِنهَا فَأَنزَلَهُمَا اللَّهُ إِلَى الأَرضِ وَمَكَّنَ لَهُمَا سُبُلَ العَيشِ بِهَا وَطَالَبَهُمَا بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحدَهُ وَحَضِّ النَّاسِ عَلَى ذَلِكَ، وَجَعَلَهُ خَلِيفَتَهُ فِي الأَرضِ، وَهُوَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى أَبنَائِهِ وَهُوَ أَوَّلُ الأَنبِيَاءِ.
أَيُّوبُ
مِن سُلَالَةِ سَيِّدِنَا إِبرَاهِيمَ كَانَ مِن النَّبِيِّينَ المُوحَى إِلَيهِم، كَانَ أَيُّوبُ ذَا مَالٍ وَأَولَادٍ كَثِيرِينَ وَلَكِنَّ اللَّهَ اِبتَلَاهُ فِي هَذَا كُلِّهِ فَزَالَ عَنهُ، وَابتُلِيَ فِي جَسَدِهِ بِأَنوَاعِ البَلَاءِ وَاستَمَرَّ مَرَضُهُ 18 عَامًا اِعتَزَلَهُ فِيهَا النَّاسُ إِلَّا اِمرَأَتَهُ صَبَرَت وَعَمِلَت لِكَي تُوَفِّرَ قُوتَ يَومِهِمَا حَتَّى عَافَاهُ اللَّهُ مِن مَرَضِهِ وَأَخلَفَهُ فِي كُلِّ مَا اُبتُلِيَ فِيهِ، وَلِذَلِكَ يُضرَبُ المَثَلُ بِأَيُّوبَ فِي صَبرِهِ وَفِي بَلَائِهِ، رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ يَحتَجُّ يَومَ القِيَامَةِ بِأَيُّوبَ عَلَيهِ السَّلَامُ عَلَى أَهلِ البَلَاءِ.
هُوَ خَلِيلُ اللَّهِ، اِصطَفَاهُ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَفَضَّلَهُ عَلَى كَثِيرٍ مِن خَلقِهِ، كَانَ إِبرَاهِيمُ يَعِيشُ فِي قَومٍ يَعبُدُونَ الكَوَاكِبَ، فَلَم يَكُن يُرضِيهِ ذَلِكَ، وَأَحَسَّ بِفِطرَتِهِ أَنَّ هُنَاكَ إِلَهًا أَعظَمَ حَتَّى هَدَاهُ اللَّهُ وَاصطَفَاهُ بِرِسَالَتِهِ، وَأَخَذَ إِبرَاهِيمُ يَدعُو قَومَهَ لِوَحدَانِيَّةِ اللَّهِ وَعِبَادَتِهِ وَلَكِنَّهُم كَذَّبُوهُ وَحَاوَلُوا إِحرَاقَهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِن بَينِ أَيدِيهِم، جَعَلَ اللَّهُ الأَنبِيَاءَ مِن نَسلِ إِبرَاهِيمَ فَوُلِدَ لَهُ إِسمَاعِيلُ وَإِسحَاقُ، قَامَ إِبرَاهِيمُ بِبِنَاءِ الكَعبَةِ مَعَ إِسمَاعِيلَ.
كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَمِن الصَّابِرِينَ، أَوَّلُ نَبِيٍّ بُعِثَ فِي الأَرضِ بَعدَ آدَمَ، وَهُوَ أَبُو جَدِّ نُوحٍ، أُنزِلَت عَلَيهِ ثَلَاثُونَ صَحِيفَةً، وَدَعَا إِلَى وَحدَانِيَّةِ اللَّهِ وَآمَنَ بِهِ أَلفُ إِنسَانٍ، وَهُوَ أَوَّلُ مَن خَطَّ بِالقَلَمِ وَأَوَّلُ مَن خَاطَ الثِّيَابَ وَلَبِسَهَا، وَأَوَّلُ مَن نَظَرَ فِي عِلمِ النُّجُومِ وَسَيرِهَا.
هُوَ وَلَدُ سَيِّدِنَا إِبرَاهِيمَ مِن زَوجَتِهِ سَارَةَ، وَقَد كَانَت البِشَارَةُ بِمَولِدِهِ مِن المَلَائِكَةِ لِإِبرَاهِيمَ وَسَارَةَ لَمَّا مَرُّوا بِهِم مُجتَازِينَ ذَاهِبِينَ إِلَى مَدَائِن قَومِ لُوط لِيُدَمِّرُوهَا عَلَيهِم لِكُفرِهِم وَفُجُورِهِم، ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي القُرآنِ بِأَنَّهُ "غُلَامٌ عَلِيمٌ" جَعَلَهُ اللَّهُ نَبِيًّا يَهدِي النَّاسَ إِلَى فِعلِ الخَيرَاتِ، جَاءَ مِن نَسلِهِ سَيِّدُنَا يَعقُوبُ.
إِسمَاعِيل
هُوَ اِبنُ إِبرَاهِيمَ البِكرُ وَوَلَدُ السَّيِّدَةِ هَاجَر، سَارَ إِبرَاهِيمُ بِهَاجَر - بِأَمرٍ مِن اللَّهِ - حَتَّى وَضَعَهَا وَابنَهَا فِي مَوضِعِ مَكَّةَ وَتَرَكَهُمَا وَمَعَهُمَا قَلِيلٌ مِن المَاءِ وَالتَّمرِ وَلَمَّا نَفِدَ الزَّادُ جَعَلَت السَّيِّدَةُ هَاجَرُ تَطُوفُ هُنَا وَهُنَاكَ حَتَّى هَدَاهَا اللَّهُ إِلَى مَاءِ زَمزَمَ وَوَفَدَ عَلَيهَا كَثِيرٌ مِن النَّاسِ حَتَّى جَاءَ أَمرُ اللَّهِ لِسَيِّدِنَا إِبرَاهِيمَ بِبِنَاءِ الكَعبَةِ وَرَفعِ قَوَاعِدِ البَيتِ، فَجَعَلَ إِسمَاعِيلُ يَأتِي بِالحَجَرِ وَإِبرَاهِيمُ يَبنِي حَتَّى أَتَمَّا البِنَاءَ ثُمَّ جَاءَ أَمرُ اللَّهِ بِذَبحِ إِسمَاعِيلَ حَيثُ رَأَى إِبرَاهِيمُ فِي مَنَامِهِ أَنَّهُ يَذبَحُ اِبنَهُ فَعَرَضَ عَلَيهِ ذَلِكَ فَقَالَ "يَا أَبَتِ اِفعَل مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِن الصَّابِرِينَ" فَفَدَاهُ اللَّهُ بِذِبحٍ عَظِيمٍ، كَانَ إِسمَاعِيلُ فَارِسًا فَهُوَ أَوَّلُ مَن اِستَأنَسَ الخَيلَ وَكَانَ صَبُورًا حَلِيمًا، يُقَالُ إِنَّهُ أَوَّلُ مَن تَحَدَّثَ بِالعَرَبِيَّةِ البَيِّنَةِ وَكَانَ صَادِقَ الوَعدِ، وَكَانَ يَأمُرُ أَهلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، وَكَانَ يُنَادِي بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَوَحدَانِيَّتِهِ.
أُرسِلَ إِلَى أَهلِ بَعلَبَك غَربِيَّ دِمَشق فَدَعَاهُم إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَأَن يَترُكُوا عِبَادَةَ صَنَمٍ كَانُوا يُسَمُّونَهُ بَعلًا فَآذَوهُ، وَقَالَ اِبنُ عَبَّاسٍ هُوَ عَمُّ اليَسَع.
مِن العَبَدَةِ الأَخيَارِ وَرَدَ ذِكرُهُ فِي التَّورَاةِ كَما ذُكِرَ في القُرآنِ مَرَّتَينِ ، ويُذكَرُ أَنَّهُ أَقَامَ مِن المَوتِ إِنسَانًا كَمُعجِزَةٍ.
آتَاهُ اللَّهُ العِلمَ وَالحِكمَةَ وَسَخَّرَ لَهُ الجِبَالَ وَالطَّيرَ يُسَبِّحنَ مَعَهُ وَأَلَانَ لَهُ الحَدِيدَ، كَانَ عَبدًا خَالِصًا لِلَّهِ شَكُورًا يَصُومُ يَومًا وَيُفطِرُ يَومًا يَقُومُ نِصفَ اللَّيلِ وَيَنَامُ ثُلُثَهُ وَيَقُومُ سُدُسَهُ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيهِ الزَّبُورَ وَقَد أُوتِيَ مُلكًا عَظِيمًا وَأَمَرَهُ اللَّهُ أَن يَحكُمَ بِالعَدلِ.
مِن الأَنبِيَاءِ الصَّالِحِينَ، وَكَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَومٍ مِائَةَ صَلَاةٍ، قِيلَ إِنَّهُ تَكَفَّلَ لِبَنِي قَومِهِ أَن يَقضِيَ بَينَهُم بِالعَدلِ وَيَكفِيَهُم أَمرَهُم فَفَعَلَ فَسُمِّيَ بِذِي الكِفلِ.
زَكَرِيَّا
عَبدٌ صَالِحٌ تَقِيٌ أَخَذَ يَدعُو لِلدِّينِ الحَنِيفِ، كَفَلَ مَريَمَ العَذرَاءَ، دَعَا اللَّهَ أَن يَرزُقَهُ ذُرِّيَّةً صَالِحَةً فَوَهَبَ لَهُ يَحيَى الَّذِي خَلَفَهُ فِي الدَّعوَةِ لِعِبَادَةِ اللَّهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ.
آتَاهُ اللَّهُ العِلمَ وَالحِكمَةَ وَعَلَّمَهُ مَنطِقَ الطَّيرِ وَالحَيَوَانَاتِ وَسَخَّرَ لَهُ الرِّيَاحَ وَالجِنَّ، وَكَانَ لَهُ قِصَّةٌ مَعَ الهُدهُدِ حَيثُ أَخبَرَهُ أَنَّ هُنَاكَ مَملَكَةً بِاليَمَنِ يَعبُدُ أَهلُهَا الشَّمسَ مِن دُونِ اللَّهِ فَبَعَثَ سُلَيمَانُ إِلَى مَلِكَةِ سَبَأ يَطلُبُ مِنهَا الإِيمَانَ وَلَكِنَّهَا أَرسَلَت لَهُ الهَدَايَا فَطَلَبَ مِن الجِنِّ أَن يَأتُوا بِعَرشِهَا فَلَمَّا جَاءَت وَوَجَدَت عَرشَهَا آمَنَت بِاللَّهِ.
شُعَيب
أُرسِلَ شُعَيب إِلَى قَومِ مَديَنَ وَكَانُوا يَعبُدُونَ الأَيكَةَ وَكَانُوا يَنقُصُونَ المِكيَالَ وَالمِيزَانَ وَلَا يُعطُونَ النَّاسَ حَقَّهُم فَدَعَاهُم إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ وَأَن يَتَعَامَلُوا بِالعَدلِ وَلَكِنَّهُم أَبَوا وَاستَكبَرُوا وَاستَمَرُّوا فِي عِنَادِهِم وَتَوَعَّدُوهُ بِالرَّجمِ وَالطَّردِ وَطَالَبُوهُ بِأَن يُنَزِّلَ عَلَيهِم كِسَفًا مِن السَّمَاءِ فَجَاءَت الصَّيحَةُ وَقَضَت عَلَيهِم جَمِيعًا.
أَرسَلَهُ اللَّهُ إِلَى قَومِ ثَمُودَ وَكَانُوا قَومًا جَاحِدِينَ آتَاهُم اللَّهُ رِزقًا كَثِيرًا وَلَكِنَّهُم عَصَوا رَبَّهُم وَعَبَدُوا الأَصنَامَ وَتَفَاخَرُوا بَينَهُم بِقُوَّتِهِم فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيهِم صَالِحًا مُبَشِّرًا وَمُنذِرًا وَلَكِنَّهُم كَذَّبُوهُ وَعَصَوهُ وَطَالَبُوهُ بِأَن يَأتِيَ بِآيَةٍ لِيُصَدِّقُوهُ فَأتَاهُم بِالنَّاقَةِ وَأَمَرَهُم أَن لَا يُؤذُوهَا وَلَكِنَّهُم أَصَرُّوا عَلَى كِبرِهِم فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَاقَبَهُم اللَّهُ بِالصَّاعِقَةِ فَصُعِقُوا جَزَاءً لِفَعلَتِهِم وَنَجَّى اللَّهُ صَالِحًا وَالمُؤمِنِينَ.
مَثَلُ عِيسَى مَثَلُ آدَمَ خَلَقَهُ اللَّهُ مِن تُرَابٍ وَقَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ، هُوَ عِيسَى بنُ مَريَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلقَاهَا إِلَى مَريَمَ، وَهُوَ الَّذِي بَشَّرَ بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ، آتَاهُ اللَّهُ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدَهُ بِرُوحِ القُدُسِ وَكَانَ وَجِيهًا فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَمِن المُقَرَّبِينَ، كَلَّمَ النَّاسَ فِي المَهدِ وَكَهلًا وَكَانَ يَخلُقُ مِن الطِّينِ كَهَيئَةِ الطَّيرِ فَيَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيرًا، وَيُبرِئُ الأَكمَهَ وَالأَبرَصَ وَيُخرِجُ المَوتَى كُلٌّ بِإِذنِ اللَّهِ، دَعَا المَسِيحُ قَومَهُ لِعِبَادَةِ اللَّهِ الوَاحِدِ الأَحَدِ وَلَكِنَّهُم أَبَوا وَاستَكبَرُوا وَعَارَضُوهُ، وَلَم يُؤمِن بِهِ سِوَى بُسَطَاءُ قَومِهِ، رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ وَسَيَهبِطُ حِينَمَا يَشَاءُ اللَّهُ إِلَى الأَرضِ لِيَكُونَ شَهِيدًا عَلَى النَّاسِ.
أَرسَلَهُ اللَّهُ لِيَهدِيَ قَومَهُ وَيَدعُوهُم إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ، وَكَانُوا قَومًا ظَالِمِينَ يَأتُونَ الفَوَاحِشَ وَيَعتَدُونَ عَلَى الغُرَبَاءِ وَكَانُوا يَأتُونَ الرِّجَالَ شَهوَةً مِن دُونِ النِّسَاءِ فَلَمَّا دَعَاهُم لُوط لِتَركِ المُنكَرَاتِ أَرَادُوا أَن يُخرِجُوهُ هُوَ وَقَومَهُ فَلَم يُؤمِن بِهِ غَيرُ بَعضٍ مِن آلِ بَيتِهِ، أَمَّا اِمرَأَتُهُ فَلَم تُؤمِن وَلَمَّا يَئِسَ لُوط دَعَا اللَّهَ أَن يُنَجِّيَهُم وَيُهلِكَ المُفسِدِينَ فَجَاءَت لَهُ المَلَائِكَةُ وَأَخرَجُوا لُوطَ وَمَن آمَنَ بِهِ وَأَهلَكُوا الآخَرِينَ بِحِجَارَةٍ مُسَوَّمَةٍ.
النَّبِيُّ الأُمِّيُّ العَرَبِيُّ، مِن بَنِي هَاشِمٍ، وُلِدَ فِي مَكَّةَ بَعدَ وَفَاةِ أَبِيهِ عَبدِ اللَّهِ بِأَشهُرٍ قَلِيلَةٍ، تُوُفِّيَت أُمُّهُ آمِنَةُ وَهُوَ لَا يَزَالُ طِفلًا، كَفَلَهُ جَدُّهُ عَبدُ المُطَّلِب ثُمَّ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ، وَرَعَى الغَنَمَ لِزَمَنٍ، تَزَوَّجَ مِن السَّيِّدَةِ خَدِيجَةِ بِنتِ خُوَيلِد وَهُوَ فِي الخَامِسَةِ والعِشرِينَ مِن عُمرِهِ، دَعَا النَّاسَ إِلَى الإِسلَامِ أَي إِلَى الإِيمَانِ بِاللَّهِ الوَاحِدِ وَرَسُولِهِ، بَدَأَ دَعوَتَهُ فِي مَكَّةَ فَاضطَهَدَهُ أَهلُهَا فَهَاجَرَ إِلَى المَدِينَةِ حَيثُ اِجتَمَعَ حَولَهُ عَدَدٌ مِن الأَنصَارِ عَامَ 622 م فَأَصبَحَت هَذِهِ السَّنَةُ بَدءَ التَّارِيخِ الهِجرِيِّ، تُوُفِّيَ بَعدَ أَن حَجَّ حَجَّةَ الوَدَاعِ.
أَرسَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى فِرعَونَ وَقَومِهِ، وَأَيَّدَهُ بِمُعجِزَتَينِ، إِحدَاهُمَا هِيَ العَصَا الَّتِي تَلقَفُ الثَّعَابِينَ، أَمَّا الأُخرَى فَكَانَت يَدَهُ الَّتِي يُدخِلُهَا فِي جَيبِهِ فَتَخرُجُ بَيضَاءَ مِن غَيرِ سُوءٍ، دَعَا مُوسَى إِلَى وَحدَانِيَّةِ اللَّهِ فَحَارَبَهُ فِرعَون وَجَمَعَ لَهُ السَّحَرَةَ لِيَكِيدُوا لَهُ وَلَكِنَّهُ هَزَمَهُم بِإِذنِ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ أَمَرَهُ اللَّهُ أَن يَخرُجَ مِن مِصرَ مَعَ مَن اِتَّبَعَهُ، فَطَارَدَهُ فِرعَونُ بِجَيشٍ عَظِيمٍ، وَوَقتَ أَن ظَنَّ أَتبَاعُهُ أَنَّهُم مُدرَكُونَ أَمَرَهُ اللَّهُ أَن يَضرِبَ البَحرَ بِعَصَاهُ لِتَكُونَ نَجَاتُهُ وَلِيَكُونَ هَلَاكُ فِرعَونَ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ عِبرَةً لِلآخَرِينَ.
كَانَ نُوحُ تَقِيًّا صَادِقًا أَرسَلَهُ اللَّهُ لِيَهدِيَ قَومَهُ وَيُنذِرَهُم عَذَابَ الآخِرَةِ وَلَكِنَّهُم عَصَوهُ وَكَذَّبُوهُ، وَمَعَ ذَلِكَ اِستَمَرَّ يَدعُوهُم إِلَى الدِّينِ الحَنِيفِ فَاتَّبَعَهُ قَلِيلٌ مِن النَّاسِ، وَاستَمَرَّ الكَفَرَةُ فِي طُغيَانِهِم فَمَنَعَ اللَّهُ عَنهُم المَطَرَ وَدَعَاهُم نُوحُ أَن يُؤمِنُوا حَتَّى يَرفَعَ اللَّهُ عَنهُم العَذَابَ فَآمَنُوا فَرَفَعَ اللَّهُ عَنهُم العَذَابَ وَلَكِنَّهُم رَجَعُوا إِلَى كُفرِهِم، وَأَخَذَ يَدعُوهُم 950 سَنَةً ثُمَّ أَمَرَهُ اللَّهُ بِبِنَاءِ السَّفِينَةِ وَأَن يَأخُذَ مَعَهُ زَوجًا مِن كُلِّ نَوعٍ ثُمَّ جَاءَ الطُّوفَانُ فَأَغرَقَهُم أَجمَعِينَ.
أَخُو مُوسَى وَرَفِيقُهُ فِي دَعوَةِ فِرعَونَ إِلَى الإِيمَانِ بِاللَّهِ لِأَنَّهُ كَانَ فَصِيحًا وَمُتَحَدِّثًا، اِستَخلَفَهُ مُوسَى عَلَى قَومِهِ عِندَمَا ذَهَبَ لِلِقَاءِ اللَّهِ فَوقَ جَبَلِ الطُّورِ، وَلَكِن حَدَثَت فِتنَةُ السَّامِرِيِّ الَّذِي حَوَّلَ بَنِي إِسرَائِيلَ إِلَى عِبَادَةِ عِجلٍ مِن الذَّهَبِ لَهُ خُوَارٌ ، فَدَعَاهُم هَارُونُ إِلَى الرُّجُوعِ لِعِبَادَةِ اللَّهِ بَدَلًا مِن العِجلِ وَلَكِنَّهُم اِستَكبَرُوا فَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى وَوَجَدَ مَا آلَ إِلَيهِ قَومُهُ عَاتَبَ هَارُونَ عِتَابًا شَدِيدًا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق